كلمة سعادة رئيس هيئة التقييس الخليجية بمناسبة اليوم العالمي للمواصفات 2023
تُشارك هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الهيئات والمنظمات المماثلة في دول العالم الاحتفال باليوم العالمي الثالث والخمسين للمواصفات، الذي يصادف الرابع عشر من شهر أكتوبر من كل عام، وهو ذكرى تأسيس المنظمة الدولية للتقييس (ISO)، الـتي أنشئت في 14 أكتوبر 1947م.
وقد تم اختيار شعار “المواصفات وأهداف التنمية المستدامة، رؤيتنا المشتركة لعالم أفضل” وهو شعار العامين الماضيين، وتم اختياره للمرة الثالثة تأكيداً على أهمية المواصفات القياسية وارتباطها بأهداف التنمية المستدامة، وتأكيداً على الدور المحوري للتنمية المستدامة في تلبية احتياجات الحاضر.
في يوم 14 أكتوبر من كل عام، يحتفل أعضاء المنظمة الدولية للتقييس (ISO) واللجنة الدولية الكهروتقنية (IEC) والاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) باليوم العالمي للمواصفات، كوسيلة مهمة للإشادة بالجهود المشتركة لآلاف الخبراء في جميع أنحاء العالم الذين يعملون على الدراسات والبحوث والتجارب ليتم الاتفاق عليها ونشرها كمواصفات قياسية دولية.
وبهذه المناسبة يطيب لي أن أتقدم إلى أجهزة التقييس الوطنية بالدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية ذات العلاقة بشكل عام، والعاملين فيها في نشاط المواصفات بشكل خاص، بخالص التهنئة وأطيب التمنيات بهذه المناسبة، عرفاناً بالجهود الكبيرة التي يبذلونها في مجال إعداد وتطوير المواصفات القياسية واللوائح الفنية التي تساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
إن أهداف التنمية المستدامة (SDGs) التي تسعى إلى معالجة الظواهر الاجتماعية السلبية، وتطوير اقتصاد مستدام، وإبطاء معدل تغير المناخ، هي أهداف طموحة للغاية، ويتطلب الوصول إليها تعاون العديد من الشركاء من القطاعين العام والخاص، واستخدام جميع الأدوات المتاحة، بما في ذلك المواصفات القياسية الدولية والتشريعات الفنية وإجراءات تقويم المطابقة، كما يجب أن نتحد جميعاً للعمل معًا لتسريع خطة الأمم المتحدة لعام 2030، مع معايير أهداف التنمية المستدامة، و”رؤيتنا المشتركة من أجل عالم أفضل”.
إن كل هدف من أهداف التنمية المستدامة يمثل دعوة عاجلة للعمل، وتحقيق هذه الأهداف يتطلب جهد جماعي، من أجل السلام والازدهار ورفاهية الناس والكوكب، ويأتي احتفال هذا العام ليركز على الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة وهو ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع، حيث إن الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة هو حق من حقوق الإنسان وضروري للتنمية المستدامة.
تعمل هيئة التقييس الخليجية بالتعاون مع أجهزة التقييس الوطنية بالدول الأعضاء وشركائها من المنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة على تطوير وتبني العديد من المواصفات القياسية الدولية في مجالات الرعاية الصحة وجودة الحياة، وفي هذا الصدد أصدرت الهيئة حوالي 27,000 مواصفة قياسية ولائحة فنية خليجية لمختلف القطاعات والمنتجات والخدمات حتى تاريخه، والتي منها ما يتعلق بالرعاية الصحية وجودة الحياة.
ومع تطور تكنولوجيا الصحة الرقمية، تساعد المواصفات القياسية الدولية، وكذلك المواصفات القياسية الإقليمية والوطنية على ضمان أمان الأنظمة الصحية، وكذلك حماية خصوصية المرضى، وتسهيل عملية البحث والتطوير في اعتماد تقنيات الصحة الرقمية، وتصنيع وصيانة أجهزة وأنظمة رعاية صحية ذات فاعلية وأمان، بالإضافة إلى مساهمتها في صناعة وتوفير أجهزة طبية وخدمات وأنظمة صحية موثوقة ومتاحة لشريحة واسعة من سكان العالم، كما أنها توفر الأساس لوضع السياسات والتنظيم الفعال الذي يشجع التعاون في ضوء تحسين نتائج الرعاية الصحية.
وفي الختام.. لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أشيد بالجهود الكبيرة التـي تبذلها المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية في مجال التقييس، كما أتوجه في هذه المناسبة بالشكر والعرفان إلى جميع العاملين في هيئة التقييس الخليجية والمنظمات الإقليمية والدولية وأجهزة التقييس الوطنية بالدول الأعضاء، وكل الداعمين للهيئة، وللتقييس بكافة أنشطته ومجالاته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.